تقرير: الشركات الناشئة في تونس.. استثمار في المستقبل رغم غياب التمويل والعراقيل!

نزيهة نصري

تم خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 ، منح 30 علامة مؤسسة ناشئة ، من قبل وزارة تكنولوجيات الاتصال ، ليصل العدد الجملي للعلامات المسندة في تونس، منذ انطلاق البرنامج ، إلى 1018 علامة مؤسسة ناشئة.

كانت تونس أطلقت منذ سنة 2021، برنامج المؤسسات الناشئة والصغرى والمتوسطة المبتكرة، الممول من طرف البنك الدولي، والذي ويندرج في إطار البرنامج الوطني “تونس الناشئة”، الرامي إلى جعل تونس منصة إقليمية مميّزة لاستقطاب المؤسسات الناشئة في إفريقيا والعالم.

ويموّل هذا البرنامج “صندوق الصناديق”، الذي تمّ اطلاقه في نفس التاريخ، في مرحلة أولى بمبلغ إجمالي يقدر بنحو 40 مليون أورو على أن يبلغ سقفه الإجمالي 200 مليون أورو.

الشركات الناشئة مستقبل الاقتصاد الوطني

قال وزير تكنولوجيات الاتصال الأسبق نعمان الفهري ، لدى حضوره ملتقى حول حول تمويل الشركات الناشئة نظمه مركز المساهمين الشبان بنابل ، واكبه موقع “تونيبزنيس” ، إن الشركات الناشئة في تونس تواجه عدة تحديات أهمها توفير التمويل والدخول للأسواق من جهة أخرى ، مشيرا الى ان الإجراءات الإدارية الطويلة والتي قد تصل الى اشهر في تونس ، ولا تتجاوز اليومين في الدول المتقدمة ، تعطل هذه المشاريع المبتكرة .

كما أشار الى ارتفاع نسبة الفائدة الموظفة على القروض ، مشددا على ان عدد الشركات الناشئة بلغ حوالي 1200 مؤسسة .

وأفاد بان هذه الشركات هي مستقبل الاقتصاد العالمي ، ويمكن ان تنهض بالاقتصاد الوطني ، خاصة وانها تتميز بقدرة نمو عالية .

هذا واكد الفهري ان الاستثمار في هذه المؤسسات يضاعف الأرباح في سنوات اقل مقارنة بالاستثمار في المجال العقاري على سبيل المثال ، وفق تعبيره .

وشدد على ان الاستثمار في التكنولوجيا والرقمنة اصبح ضرورة اليوم .

الشركات الناشئة تواجه هذه الصعوبات

من جهته ، افاد لطفي القابسي رئيس شركة ناشئة في تصريح لموقع “تونيبزنس” ، أن باعثي الشركات الناشئة يواجهون صعوبات كبيرة في علاقة بالتأطير والمتابعة ، مشيرا الى ان التعطيلات الإدارية ترهق الباعثين إضافة الى مشاكل التمويل .

وأشار الى وجود تمويلات جديدة من اجل دعم هذه الشركات ، مبينا ان عدد من الشركات الكبرى خصصت تمويلات لدعم “السترتاب” في تونس .

وأفاد بان هذا المجال واعد وهناك عدد من الشركات الناشئة نجحت وخرجت الى الأسواق العالمية ، لافتا الى المشاكل المتعلقة بالتكنولوجيا والانترنت في تونس .

وقال “تدفق الانترنت في تونس ضعيف جدا .. وهناك فرق في الأرضية بين دول الأوروبية وتونس.. ونحن نريد الدخول للعالمية بتدفق انترنت ضعيف جدا ومن 2005” ، وفق تعبيره .

عرض التمويلات على الباعثين الشبان

قال رئيس مركز المساهمين الشبان بنابل هيثم القدي ، في تصريح لـ”تونبيزنيس” ، على هامش انعقاد ملتقى حول تمويل الشركات الناشئة في تونس تحت شعار “الشركات الناشئة استثمار في المستقبل” ، إنه يتم تنظيم هذه 9+ملتقيات بهدف إيجاد حاضنة للشركات الناشئة وإيجاد التمويلات اللازمة ، خاصة ان عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى خصصت تمويلات للاستثمار في التكنولوجيا والرقمنة .

واكد على ضرورة عقد هذه الملتقيات من اجل مرافقة الباعثين الشبان ، بهدف المساهمة في النمو الاقتصادي ، مشيرا إلى وجود العديد من العراقيل في علاقة بعمل هذه الشركات خاصة في علاقة بقانون الصرف  .

 الشركات الناشئة التونسية تصل الى العالمية

دخلت الشركات الناشئة التونسية الى العالمية رغم كل الصعوبات التي تواجهها على المستوى الوطني ، حيث سجلت هذه الشركات نجاحا دوليا لشركات تونسية حققت صفقات تزيد عن 400 مليون دولار.
وقد أعلنت شركة “بيونتيك” الألمانية الناشطة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن الاستحواذ على الشركة التونسية الناشئة “إنستا ديب” المختصة بمجال الذكاء الاصطناعي، في صفقة بلغت قيمتها 410 ملايين يورو بما يفوق 1.3 مليار دينار تونسي.
“إنستا ديب” التي تحولت إلى شركة عالمية متخصصة في تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي أسّسها رائدا الأعمال كريم بقير وزهرة سليم عام 2014 برأسمال 5 آلاف دينار لتصبح لاحقا من الشركات البارزة التي تنشط في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم.
كذلك تمكنت شركة ناشئة في مجال ألعاب الفيديو “غالاتاش” من بيع منتجها بـ15 مليون دولار، بعدما تمكن المستثمر من تطويرها خلال العامين الماضيين.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version