الأضواء القطبية.. بالرغم من جمال المنظر إلا أنه يُخفي مخاطر كبيرة !

بدرة الدبابي

أبهرت الأضواء الشمالية ، والمعروفة أيضًا باسم الشفق القطبي، سكان الأرض في الآونة الأخيرة، مُلوّنةً سماء الليل بألوانها الساحرة. لكن بينما يُمتّع هذا المشهد البديع الأعين، يُخفي وراء جماله مخاطر جمة على المنشآت الأرضية والبنية التحتية.

ويرتبط ظهور هذه الأضواء بظاهرة العواصف المغناطيسية الأرضية، والتي تحدث نتيجة انبعاث كميات هائلة من الجسيمات المشحونة من الشمس نحو الأرض. وقد شهدت الأرض في 11 و12 ماي الماضي عاصفة مغناطيسية أرضية “شديدة” هي الأولى منذ عام 2003 وأطلق عليها حينها اسم “عواصف الهالوين” الشمسية ، أدت هذه الحادثة إلى  قلق المسؤولين عن حماية المنشآت الحيوية من مخاطرها.

وفي حديث إلى وكالة “فرانس برس”، قال منسق برنامج السلامة الفضائية في وكالة الفضاء الأوروبية كانتان فيرسبيرين: “علينا أن نفهم أن ثمة خطراً يكمن وراء هذا الجمال”.

وبدوره أشار مايك بيتوي من المركز الأميركي للتنبؤ بالطقس الفضائي إلى المسألة نفسها، وركّز “على التأثيرات الضارة التي يمكن أن تحملها” العواصف الشمسية التي قد تعطّل الشبكات الكهربائية والأقمار الاصطناعية، وتعرّض رواد الفضاء لإشعاعات خطرة.

وأشار بيتوي إلى أن الأضرار هذه المرة كانت على ما يبدو أقل، مع العلم أن اكتشاف شركات الأقمار الاصطناعية لأي ضرر قد سُجّل يستغرق بضعة أسابيع أو أشهر.

وسُجّلت بعض البلاغات عن توقف جرارات أميركية آلية عندما تعطّل نظام التوجيه الخاص بها والذي يستند إلى نظام تحديد المواقع “جي بي اس”.

 

وتحدث العواصف المغناطيسية الأرضية عندما يتم إطلاق كميات كبيرة من الجسيمات المشحونة كهربائياً من سطح الشمس وتصل إلى الغلاف المغناطيسي الذي يشكل الحقل المغناطيسي للأرض.

وتكون هذه التدفقات من الجسيمات كثيفة جداً خلال الانبعاث الكتلي الإكليلي، وتحدث توهجات قوية جداً بالقرب من البقع الشمسية.

ومع دوران الشمس، تصبح هذه البقعة بالقرب من حافة النجم، ما يؤدي إلى انحراف تدفق الجزيئات عن الانفجارات المحتملة. ولكن في غضون أسبوعين تقريباً، تصبح مرة جديدة مقابل الأرض.

وفي هذا السياق قال منسق الطقس الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية أليكسي غلوفر، في حديث إلى وكالة “فرانس برس”، إن بقعة جديدة “تظهر الآن” وقد تؤدي إلى “نشاط مكثف في الأيام المقبلة”.

وأكد أن النشاط الشمسي “لم ينته بعد”، رغم أنه يصعب التنبؤ بخطورة الانفجارات المحتملة أو ما إذا كانت ستتسبب في شفق قطبي.

ولا يدرك علماء الفلك سوى أن الشمس تقترب من ذروة نشاطها في دورتها التي تستمر إحدى عشرة سنة، وتكون تالياً مخاطر حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية جديدة في أعلى مستوياتها “من الآن وحتى نهاية العام المقبل”، بحسب بيتوي.

وتُنشئ العواصف الجيومغناطيسية شحنة كهربائية تحرق دوائر الأقمار الاصطناعية ما يتسبب بزيادة الضغط على شبكات الطاقة. ويعود أحدث وأقوى مثال على هذه الظاهرة إلى حدث كارينغتون عام 1859، والذي تسبب باضطرابات في خطوط التلغراف.

لكن ماذا لو حدثت عاصفة مغناطيسية أرضية بهذه القوة مرة أخرى؟ عمدت معظم البلدان إلى تقوية شبكات الكهرباء الخاصة بها، من أجل تجنب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة كما حدث في السويد عام 2003 أو في كندا عام 1989.

ويوصي بيتوي بالاحتفاظ بمعدات الإسعافات الأولية لمواجهة أي انقطاع في الكهرباء يدوم يوماً أو يومين، بالإضافة إلى تخزين كميات من المياه في حالة تأثر محطات معالجة المياه.

ويواجه رواد الفضاء تحديداً خطر التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، لكن ثمّة قسم في محطة الفضاء الدولية يوفر الحماية لهم.

وقد يمرّ الإشعاع المصاحب لعاصفة مغنطيسية أرضية عبر جسم طائرة تحلّق قرب القطب الشمالي، بحسب بيتوي. وتغيّر شركات الطيران أحياناً مسارات طائراتها في حالة حدوث عاصفة شديدة.

ويتم الإعداد لبعثات فضائية عدة بهدف تحسين الأرصاد الجوية المتعلقة بالشمس، ومنح المسؤولين على الأرض مزيداً من الوقت للاستعداد لأي حدث خطير.


المصدر: العربية نت

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version