محطات تحلية مياه البحر في تونس: محطات طور الإنجاز وأخرى قيد الاستغلال

رحمة خميسي

أمام التحديات التي يطرحها شحّ المياه في تونس بسبب الجفاف وانحباس الأمطار ومحدودية الموارد المائية ما ينذر بتفاقم أزمة الأمن المائي في البلاد، لجأت الدولة إلى خيار محطات تحلية مياه البحر ومضاعفة الاستثمار في هذا المجال، رغم تكلفتها الباهضة واستنزافها للطاقة.

وبحسب المختص في التنمية والموارد المائية حسين الرحيلي، تحلية مياه البحر هي خيار ضرورة وليس اختيار رغم الكلفة الطاقية الكبيرة، مبرزا أنّ تنويع المصادر المائية أمام تراجع التساقطات والشح المائي ضرورة، لكن لابد من لدراسة هذا الخيار دراسة جيّدة اعتبارا للعجز الطاقي الذي تعاني منه البلاد.

ووفق دراسة أعدها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية حول الأمن الغذائي، من المتوقع أن تواجه تونس آفق العام 2030 أزمة ندرة المياه، حيث ستتقلص الموارد المائية المتاحة سنوياً إلى حوالى 360 متراً مكعباً في مقابل 420 متراً مكعباً كانت متاحة عام 2006، ، إلى جانب بلوغ مستوى 532 متراً مكعباً للفرد الواحد سنوياً، وهو الحدّ الذي يشير إلى بلوغ مرحلة الفقر المائي.

محطات طور الإنجاز

في إطار مجابهة أزمة الجفاف التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة،  وتراجع مخزون السدود واستنزاف المائدة المائية الجوفية، اعتمدت الدولة خيار تحلية مياه البحر عبر الاستثمار في إنجاز 4 محطات دخل بعضها حيّز الاستغلال فيما لازالت الأخرى طور الإنجاز في انتظار الانطلاق في استغلالها قبل نهاية السنة الحالية.

محطة تحلية المياه بجربة

تعّد محطة تحلية المياه بجزيرة جربة التي تمّ تدشينها سنة 2018 ، المصافحة الأولى لتونس مع تجربة تحلية مياه البحر لتعزيز الموارد المائية ومجابهة الشح المائي.

وتعمل المحطة بطاقة إنتاج تبلغ 50 ألف متر مكعب قابلة للتوسعة إلى 75 ألف متر مكعب يوميا، من أجل تغطية احتياجات الجزيرة من المياه، والحد من العجز المسجل في المياه في الجنوب الشرقي للبلاد.

وناهزت تكلفة هذا المشروع 180 مليون دينار، الذي سيوفر الماء الصالح للشراب في الجزيرة إلى حدود 2035.

وكانت محطة تحلية مياه البحر بجربة قد تأهلت إلى نهائيات الجائزة العالمية للمياه خلال المسابقة التي نظمتها مؤسسة Global Water Intelligence في الفترة الممتدة من 08 إلى 10 أفريل 2019 بلندن.

محطة تحلية المياه بصفاقس

من المنتظر، أن تدخل محطة تحلية مياه البحر بصفاقس حيّز الاستغلال آخر شهر جوان القادم بطاقة إنتاج يومية تُقدّر بـ 100 ألف متر مكعب، على أن تصل القدرة الإنتاجية إلى 200 ألف متر مكعب في مرحلة ثانية، بحسب تأكيد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه، أحمد صولة.

ويذكر أنّ تكلفة المشروع الذي سيعزز الموارد المائية ويحسن جودتها، ناهزت 970 مليون دينار، فيما  بلغت نسبة تقدم المشروع حوالي 80 بالمائة، والذي سيؤمن المياه لفائدة 1 مليون ساكن في صفاقس إلى حدود 2035.

ويشار إلى أنّه حسب تصريحات بعض المسؤولين شهد هذا المشروع قبل انطلاقه عدد من الصعوبات التي أدّت إلى تأخر إنجازه من بينها تأخر إبرام اتفاقية القرض مع الجانب الياباني (الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، لعدم التوصل إلى استكمال إجراءات تبادل الرسائل بين البلدين مما انجر عنه تأخير في مختلف مراحل نشر طلبات العروض.

مشروع محطة تحلية المياه قابس-الزارات

انطلق مشروع تحلية مياه البحر قابس-الزارات، منذ سنوات وقد دخل في مرحلته التجريبية مؤخرا، على أن يدخل حيز الاستغلال نهاية السنة الجارية.

 وتقدّر الطاقة الإنتاجية الأولية بـ 50 ألف متر مكعب يوميا  قابلة للتوسعة إلى 100 ألف متر مكعب، و تناهز كلفة المشروع 330 مليون دينار.

ويأتي مشروع محطة تحلية مياه البحر بالزارات، الذي سينتفع به حوالي 1.1 مليون ساكن، ضمن البرنامج الاستراتيجي للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، الذي يهدف إلى تعزيز الموارد المائية بالجنوب الشرقي وتأمينها إلى أفق 2035.

محطة تحلية المياه بسوسة

يهدف مشروع تحلية المياه البحر بسوسة إلى تعزيز الموارد المائية لجهة الساحل والوطن القبلي لمواجهة النقص الحاد في المياه.

ومن المنتظر، أن تدخل هذه المحطة حيّز الاستغلال موفى السنة الجارية، في ظل تقدم الأشغال بنسبة %70، وفق تصريحات للمدير العام للصوناد.

ومن المتوقع، أن تبلغ طاقتها الإنتاجية الأولية 50 ألف متر مكعب، قابلة للمضاعفة تدريجيا إلى 100 ألف متر مكعب، بكلفة 128 مليون دينار.

محطات إضافية

من المنتظر أن يتم الإعلان عن طلب عروض لإنجاز 4 محطّات إضافية لتعزيز الموارد المائية للبلاد ومواجهة ندرة المياه بتوزر وقبلي وسيدي بوزيد وبن قردان، وفق ما أعلنه الرئيس المدير العام للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه سابقا مصباح الهلالي.

وتسعى تونس، إلى تكثيف محطات تحلية مياه البحر ورفع معدل تعبئة مياه الأمطار عن طريق 4 سدود قيد الإنجاز وسُدين آخرين سينطلق تشييدهما في المدّة القريبة القادمة، وفق قوله.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version