مع تواصل الحرب.. إلى متى تحصار المجاعة الطفولة الفلسطينية ؟

خولة الرياحي

كان شاحب الوجه دامع العينين يناجي أمه باكيا وقد التصق جلده بعظامه حتى كادت تبرز عارية، إنه طفل فلسطيني تحاصره المجاعة ويحاصر هو الأمان في عيون أمه، كألاف أقرانه يعاني هذا البريء ويلات الحرب في غزة منهم من يجد والديه حذوه يطمئن بهم على عجزهم ومنهم من سلبتهم مخالب الظلم ملاجئهم فيسيرون في أرضهم المحتلة أيتام الأمان. يحيي العالم الثلاثاء المصادف للرابع من شهر جوان 2024، اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان وأي إحياء في حضرة الموت؟

من لم تصبه القذائف أصابته سهام الجوع

قرابة نصف سكان غزة هم أطفال كذلك هم ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع ففي حين يمثلون 47% من مجموع السكان في غزة يمثلون نحو 42% من شهدائها. إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس عن ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني منذ 7 أكتوبر إلى 36550 شهيد منهم على الأقل 15438 طفل وفق ما نشره مكتب الإعلام الحكومي في القطاع الاثنين منبها لكون أكثر من 3500 طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت التدريجي في قطاع غزة بسبب اتباع الاحتلال الإسرائيلي لسياسة تجويع الأطفال مما أحدث نقصا في الحليب والغذاء وانعدمت المكملات الغذائية وحرم الأطفال من التطعيمات في إطار منع مستمر لإدخال المساعدات الإنسانية أمام أنظار حكومات لا إنسانية.

كما أكد ذات المصدر أن هؤلاء الأطفال يعانون “سوء التغذية بدرجة متقدمة أثَّرت على بنية أجسادهم؛ ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية التي تفتك بحياتهم، وتؤخّر نموّهم، وتهدد بقائهم على قيد الحياة”.

من بين أكثر من 93400 طفل دون سن الخامسة تم فحصهم في غزة، منذ منتصف شهر جانفي، للتأكد من سوء التغذية تبين أن 7280 منهم يعانون سوء التغذية الحاد بمن فيهم 5604 يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل و1676 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وفقا لأخر تحديث صدر يوم 31 ماي 2024 عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. محددا أن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوما كاملا بدون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقد ارتفع عدد شهداء سوء التغذية والجفاف في غزة يوم السبت الماضي إلى 37 بعد استشهاد الطفل عبد القادر السرحي داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، في ظل حرب مجنونة وحصار خانق يفرضه الاحتلال على دخول المساعدات والحاجيات الأساسية (الجزيرة).

مذ كونهم أجنة يعاني أطفال غزة المجاعة فنحو 180 امرأة تلد يوميا يواجهن تحديات كثيرة وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. اذ يسبب سوء تغذية النساء الحوامل وتعرضهن للجفاف إلى ولادة أطفالهن ناقصي الوزن ويعانون من مشاكل صحية، إضافة إلى امكانية عدم تلقيهم للمطاعيم بسبب نقصها، مما يؤدي إلى ظهور أمراض تم القضاء عليها ولم تكن موجودة بين الأطفال، مثل الحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال وغيرها.

غزة…راح المنزل والآباء ليتفرس الخوف أطفالها

وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يحتاج أكثر من 816 ألف طفل إلى رعاية نفسية من آثار العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة.

فالنظر إلى مشاهد القتل والدمار يوميا يترك آثارا نفسية عميقة على أطفال غزة، من بين ما تشمل مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب، والصدمة النفسية بسبب الضغط النفسي المستمر والخسائر المادية والبشرية، مثل فقدان الأقارب أو المنازل، اذ تشير أخر معطيات نشرها الاثنين مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أن العدوان على القطاع خلف 17 ألف طفل يتيم يعيشون دون أحد الابوين أو كلاهما.

 كما يمكن أن تؤثر الحرب على سلوك الأطفال ونمط حياتهم اليومية، مثل تغييرات في نمط النوم والتغذية والعلاقات الاجتماعية. وقد يتعرض الأطفال للإصابات الجسدية المؤلمة مع فقدان الأحباء، مما يزيد من حاجتهم إلى الدعم النفسي والعاطفي للتعافي من تلك التجارب المؤلمة.

وكأنما العدوان يحاصر طفولة فلسطين خوفا من هز كيانه ولكن هذه الطفولة تنهيه ولا تنتهي فلطالما كان الباطل واهنا ويكفي هنا ذكر أنه منذ 1948 تضاعف عدد الفلسطينيين 10 مرات وفق مركز الإحصاء.

المواضيع
مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version