يوم دراسي: التغيرات المناخية لها تأثيرات على القدرة على الانجاب !

محمد على بن أحمد

في ظل التزايد المستمر لظاهرة التغير المناخي، يواجه كوكب الأرض تحديات بيئية وصحية غير مسبوقة.

وتأثيرات هذه الظاهرة تتجاوز حدود التأثيرات البيئية التقليدية، حيث تمتد لتشمل جوانب حيوية من حياتنا اليومية وصحتنا العامة.

ومن بين القضايا التي تثير اهتمام الباحثين والعلماء هي كيفية تأثير التغير المناخي على صحة الأجيال القادمة، وبصفة خاصة على قدرتنا على الإنجاب.

ولإلقاء الضوء على هذه القضية الحيوية، نظم الفرع الجهوي للجمعية التونسية للصحة الإنجابية في قفصة، بالتعاون مع جامعة قفصة وجمعية أطباء قفصة، يوماً علمياً اليوم السبت بمدينة قفصة.

وتمحور هذا اليوم العلمي حول “تأثير التغير المناخي على الصحة الإنجابية”، حيث جمع بين الباحثين والعلماء والخبراء لمناقشة الأبحاث الحديثة وتبادل الأفكار حول كيفية مواجهة هذه التحديات.

وصرحت منية عياد، رئيسة الفرع الجهوي للجمعية التونسية للصحة الإنجابية، لتونيبزنس قائلة: “إن اليوم العلمي هو يوم توعوية لتسليط الضوء على مخاطر التغير المناخي على الصحة الإنجابية.”

واضافة ان هناك فكرة شراكة بين جامعة قفصة و المستشفى الجهوي بقفصة في مجال البحث العلمي.

تأثير تغير المناخ على الصحة الإنجابية

أكد فرحات شلبي، الكاتب العام لجمعية أطباء قفصة، في تصريح لتونيبزنس، أن التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على القدرة على الإنجاب، بل تمتد تأثيراتها لتشمل الصحة العامة بأكملها.

وأوضح شلبي أن التغير المناخي، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التلوث، يؤدي إلى ندرة المياه، مما يؤثر بدوره على تغذية النساء الحوامل ونمو الجنين.

كما أوضحت الدكتورة هادية زيتوني، المتخصصة في أمراض النساء والتوليد، في تصريح لموقع تونيبزنس، أن أزمة تغير المناخ تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الصحة الإنجابية، مما يشكل تهديدًا على رفاهية الأمهات والأطفال.

ومن بين التأثيرات المباشرة لتغير المناخ، يأتي تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة في الصدارة، مما يتسبب في تدهور صحة الأمهات الحوامل والأجنة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الأمن الغذائي الناجم عن التغيرات المناخية إلى تقليل توفر الغذاء للأمهات، مما يؤثر سلبًا على تغذيتهن وصحتهن.

ويساهم التغير المناخي في ارتفاع خطر الولادة المبكرة، وزيادة معدلات دخول الأطفال الصغار إلى المستشفيات، وارتفاع الوزن لدى الأطفال الرضع.

وانتشار الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، مثل الملاريا التي تنقلها بعوضة الأنوفيليس. هذه الأمراض تؤثر على صحة الأمهات والأطفال، مسببة نقص الوزن عند الولادة ومضاعفات صحية أخرى.

وأشارت الدكتورة زيتوني إلى أن من التاثيرات الغير مباشر على الصحة الإنجابية، هي استخدام المرأة للمنتجات الكيميائية مثل واقيات الشمس (écrans solaires) يمكن أن يكون له تأثيرات متعددة على صحتها، حيث قد تحتوي هذه المنتجات على مكونات تؤثر على الصحة بطرق غير متوقعة.

وأضافت زيتوني أن ارتفاع درجات الحرارة قد يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطانات. تشمل هذه التأثيرات زيادة التعرض للملوثات البيئية والإجهاد الحراري، مما يزيد من احتمالية تطور الأورام السرطانية.

تأثير التغيرات المناخية على الصحة الإنجابية للرجال

وصرحت الطبيبة أيضًا أن التغييرات المناخية لا تؤثر فقط على الصحة الإنجابية للنساء، بل تشمل الرجال أيضًا.

يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة الشديدة إلى تأثيرات سلبية على جودة الحيوانات المنوية وإنتاجها. بالإضافة إلى ذلك، يلعب التلوث البيئي دورًا كبيرًا في هذا السياق؛ فالتعرض للمواد الكيميائية الصناعية يمكن أن يؤثر على جودة الحيوانات المنوية والهرمونات الذكرية.

ولا تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل الأمراض المعدية المنقولة عبر الماء والغذاء، والتي تؤثر بدورها على الصحة العامة والقدرة الإنجابية.

التفاوت في العدالة الإنجابية

واكدت الدكتورة هادية زيتوني، ان هناك تفاوتات ملحوظة في العدالة الإنجابية، وهذا التفاوت يمتد عبر المناطق الحضرية والريفية.

ففي المدن الكبرى مثل تونس العاصمة وصفاقس، تتوفر خدمات صحية متطورة تشمل المستشفيات المجهزة والعيادات المتخصصة والمراكز الصحية التي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات الإنجابية.

وهذه المناطق تستفيد من البنية التحتية المتقدمة والكفاءات الطبية العالية، مما يتيح للنساء الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسهولة نسبية.

على النقيض من ذلك، تعاني المناطق الريفية والقرى النائية من نقص حاد في الخدمات الصحية.

وفي هذه المناطق، تفتقر النساء إلى الوصول السهل إلى المرافق الصحية، وقد يضطرن لقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي. هذا الوضع يزيد من مخاطر الحمل والولادة غير الآمنة، ويحد من قدرة النساء على الحصول على وسائل تنظيم الأسرة والمشورة الطبية المناسبة.

أشارت الطبيبة إلى أنه لا توجد إحصائيات في تونس تتعلق بصحة الإنسان الإنجابية.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version