تقرير: الوجه الأخر للسياحة.. هل يستمتع التونسي بشواطئ ونزل بلاده؟

نزيهة نصري

تحدثت كل الأطراف الرسمية والمنظمات المهنية المتدخلة في القطاع السياحي في تونس، منذ بداية السنة الحالية، على إمكانية تسجيل ارقام قياسية في علاقة بالحجوزات وعدد السياح.

في المقابل أكدت منظمة الدفاع عن المستهلك ارتفاع تكلفة العطلة الصيفية أو ما يعرف عند التونسيين بـ”الخلاعة” في النزل والمنازل المعدة للكراء بالمناطق الساحلية.

وكشفت التوقعات والارقام الرسمية عن عائدات مالية هامة للسياحة وعودة القطاع لسالف نشاطه بعد أزمة استمرت عدة سنوات بعد الثورة بسبب الضربات الارهابية والجائحة الصحية كوفيد.

توقعات بتوافد 10 مليون سائح على تونس

قال الرئيس المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة حلمي حسين في تصريح سابق، إن كل المؤشرات السياحية ايجابية خلال هذا العام، مبينا أنه تم تسجيل زيادة في علاقة بعدد السياح الاوروبيين الذين زاروا تونس بنسبة 20 بالمائة، خلال النصف الأول من 2024، مقارنة بالسنة الفارطة.

وبين ان التوقعات تشر الى تسجيل رقم قياسي في عدد السياح يقدر بـ10 مليون سائح.

من جهته، قال المدير المركزي للترويج بالديوان الوطني التونسي للسياحة لطفي ماني إن التوقعات لهذا الموسم تتجه نحو تسجيل ارقام هامة في علاقة بعدد السياح والعائدات مقارنة بسنة 2023 .

وأضاف أن السوق الفرنسية تجاوزت المليون السائح ، مفيدا بأن بعض الأسواق سجلت عودتها خلال السنة الفارطة على غرار بولونيا ، بأكثر من 200 ألف سائح ، وفق تعبيره .

عائدات مالية هامة بالعملة الصعبة

ساهمت العائدات السياحية في رفع رصيد تونس من العملة الصعبة، حيث بلغت الى موفى جوان الماضي  2.8 مليار دينار.

وسجلت عائدات السياحة ارتفاعا بـ7.2 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2023.

بيانات البنك المركزي

هذا وأكد المجلس العالمي للسفر والسياحة أن التوقعات الحديثة تشير إلى أن قطاع السياحة سيضخ 23 مليار دينار في الاقتصاد الوطني سنة 2024.

كما توقع المجلس ان يصل المبلغ في ظل دعم مناسب من الحكومة، الى اكثر من 32 مليار دينار خلال 10 سنوات المقبلة.

ورجح المجلس ان ترتفع المساهمة السنوية لقطاع السياحة في الاقتصاد التونسي، في صورة حصوله على الدعم، بنسبة 16 بالمائة مما سيتيح توظيف أكثر من485 الف شخص في افق 2034 .

التشجيع على السياحة الداخلية

قال المدير المركزي للترويج بالديوان الوطني التونسي للسياحة لطفي ماني أنه تم خلال السنوات الأخيرة العمل على القيام بحملات ترويج موجهة أساسا للتونسيين من أجل التعريف بالمنتوج السياحي الوطني من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي اساسا .

وأفاد بأنه من اجل التحصل على أسعار التفاضلية يجب على التونسيين برمجة العطلة قبل 3 أشهر على الأقل من الموسم الصيفي ، لافتا إلى أن السوق تخضع لمسألة العرض والطلب وهو ما يؤثر على الأسعار.

وقد أشرف وزير السياحة محمد المعز بلحسين، في هذا السياق، بداية جويلية الحالي، على جلسة عمل خصصت لمتابعة نتائج الزيارات الميدانية وحملات تفقد المؤسسات السياحية.

ودعا الى ضرورة تقديم عروض خاصة للسائح التونسي وبأسعار مناسبة تتماشى مع مقدرته الشرائية، وفق ما جاء في بلاغ لوزارة السياحة.

وشدد على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى للسياحة الداخلية لدورها في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية، خاصّة في الجهات الداخليّة.

تونسيون: السياحة ليست لابناء البلد

قالت رجاء العيادي، في تصريح لتونيبزنيس، ان أسعار النزل في المناطق السياحية حتى النزل المتوسطة، في إشارة للنزل ذات النجمتين او ثلاث نجوم، مرتفعة جدا خاصة في الموسم الصيفي.

مشيرة الى ان المقدرة الشرائية للمواطن التونسي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب غلاء كل المواد والخدمات.

وأضافت ان السياحة وحتى الشواطئ أصبحت حكرا على طبقات اجتماعية معينة وعلى الاجانب، قائلة “السياحة ليست لابناء، 90 بالمائة او اكثر من التونسيين لا يعرفون مناطق تابعة للولايتهم”.

وفي تعليق على إمكانية كراء منازل للاصطياف في المناطق الساحلية، أفادت محدثتنا بأن أسعار كراء المنازل أصبحت هي بدورها مرتفعة جدا واحيانا تفوق أسعار النزل، وفق تعبيرها.

وتابعت انا اقطن بمدينة الحمامات، وهي مدينة سياحية، ورغم ذلك التمتع بالشواطئ فيها صعب ومستحيل أحيانا، فاغلب الشواطئ تابعة للنزل ولا يمكن للمواطنين من غير المقيمين بها الولوج اليها، والبقية ملوثة او تجدها مكتظة.

العمل في القطاع ظرفي

من جهته، قال هادي بن ناجي الشريط الساحلي في تونس كبير جدا لكن التلوث اثر سلبا على عدد هام من الشواطئ مما قلص إمكانية ولوج المواطنين للشواطئ حتى القريبة منهم.

وأشار الى انه قبل 2010 كانت السياحة قطاع “حي” ومهم لكن اليوم السياحة أصبحت موسمية واغلب العاملين في القطاع يعانون من التشغيل الهش والاستغلال.

وبين انه كان يشتغل في نزل لمدة 15 سنة لكن تم طرده تعسفيا سنة 2015، مضيفا ان قطاع السياحة متقلب وغير مضمون ولا يمكن للعاملين به ضمان استقرار دخلهم المادي.

كما أفاد بأنه من بين العناصر القدامى الذين تلقوا تكوينا في الخدمات السياحية المختلفة، حيث أكد ان جودة الخدمات السياحية في السابق في تونس كانت الأفضل في العالم بسبب خضوع العاملين في القطاع الى تكوين مستمر وبموصفات عالمية.

واستدرك بالقول “الان كل من هب ودب يعمل في القطاع السياحي واغلبهم لم يتلقوا تكوينا”.

وأضاف ان المؤسسات لم تعد توفر التكوين المستمر للعاملين بها بسبب قصر الموسم السياحي.

كما شدد على ان تدني جودة الخدمات المقدمة للسائح اثر على فئة السياح القادمين لتونس، مفيدا بان فقراء أوروبا هم الذين يختارون الوجهة التونسية، فانفاق السائح في تونس وخارج النزل معدوما تماما، وفق تعبيره.

وتابع “السائح القادم الى تونس اليوم يفاصل في أسعار بعض المنتوجات اكثر من المواطن التونسي”.  

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version