“البخارة”: أول مسرحية بيئية تونسية في مهرجان الحمامات الدولي

نور حمدي

لأول مرة في تاريخ المسرح التونسي، تم عرض مسرحية بيئية بعنوان “البخارة” في السهرة العشرين لمهرجان الحمامات الدولي يوم الثلاثاء 24 جويلية 2024. المسرحية، التي أنتجها “قطب المسرح والفنون الركحية” بمسرح أوبرا تونس، للمخرج الصادق الطرابلسي، جمعت على الركح نخبة من الممثلين المسرحيين الموهوبين، بما في ذلك رمزي عزيز ومريم بن حسن وعلي بن سعيد وبليغ مكي وبلال سلاطنية.

تسعى “البخارة” في 60 دقيقة إلى معالجة قضية بيئية ملحة عبر رسالة واضحة : النفايات الكيميائية السامة المنبعثة من المصانع في ولاية قابس تسببت في موت الكائنات الحية في المنطقة. وأشارت المسرحية على التهديدات الكبيرة التي تواجه البيئة والحياة في هذه المنطقة.

القصة التي ترويها “البخارة” تبدو بسيطة للوهلة الأولى: أسرة عادية تتكون من زوجين يعيشان على حافة اليأس في محاولتهما للإنجاب، يتشاركان الحياة مع والد مسن ومتجهم، وأخ ثائر وصعب المنال. ولكن، من خلال هذه القصة البسيطة، تنكشف تعقيدات وتأثيرات التلوث البيئي على حياة الأفراد وعلاقاتهم.

https://tunibusiness.tn/ar/wp-content/uploads/2024/07/ضضضض.mp4

شغلت الديكورات المتقنة والعناصر المثيرة انتباه الجمهور منذ البداية، حتى قبل بدء العرض. فالأجواء القاتمة التي طغت على الركح، خلقت شعوراً بالاختناق يشبه الضباب السام الذي يغمر ولاية قابس.

على خشبة المسرح، يبرز جدار مظلم مع أبواب تتحرك بشكل متقطع، مما يسمح بظهور الشخصيات الخمسة بطريقة غير متوقعة وأحياناً مفاجئة.

https://tunibusiness.tn/ar/wp-content/uploads/2024/07/ببب.mp4

استخدمت المسرحية الفضاء بشكل مبتكر، حيث كانت الاستفادة من الفضاء جزءًا أساسيًا من العرض. من خلال تقنيات متعددة الوسائط، بما في ذلك الفيديو والصوت، تم خلق بيئة بصرية وسمعية متكاملة تعزز الرسالة البيئية للمسرحية.

وساهم التلاعب بالفضاء المسرحي في تعزيز تجربة المشاهد، مما سمح للجمهور بالانغماس في القصة والتفاعل معها على مستوى أعمق.

مشاركة
علق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version