أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في تقرير أصدره اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024، على ضرورة تعزيز السياسات العامة والمبادرات المجتمعية لدعم النساء خاصة في المناطق الريفية.
ودعا إلى سن تشريعات تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة بالنساء ومواءمتها مع الاستراتيجيات وخطط العمل الموضوعة من اجل ضمان مقاربة عادلة وناجعة للحد من وضعية الهشاشة البيئية والمناخية للنساء في تونس.
واوصى المنتدى في تقرير حول “الهشاشة البيئية والمناخية للنساء، دراسة حالات من تونس”، بدعم قدرة النساء على مواجهة التحديات المناخية والبيئية عن طريق برامج تدريبية تشمل تطوير قدراتهن في استخدام التكنولوجيات الحديثة وبرامج التكوين والدعم الاقتصادي.
كما دعا إلى توفير التغطية الاجتماعية والصحية للنساء العاملات في مختلف المجالات وخاصة في المجال الفلاحي، والعمل على تحسين البنية التحتية لشبكة توزيع المياه مع الحرص على توفيره في جميع المؤسسات الصحية والتربوية في الاوساط الريفية والماطق المحرومة من الماء.
وافادت المنسقة الوطنية لمشروع العدالة البيئية بالمنتدى ايناس لبيض بان التقرير سلط الضوء على مظاهر الهشاشة بعديد الجهات التونسية ومدى تاثيرها بيئيا ومناخيا في علاقة بالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بكل من عين دراهم والمناطق الريفية بالمهدية وقفصة، بما عمق تدهور الوضعية البيئية وبالتالي عزز الهشاشة لدى النساء اللاتي يعتمدن على الماء والموارد الطبيعية لكسب عيشهن، وفق تعبيرها.
كما كشف التقرير وضعية اللاعدالة بين الجنسين والتي من شانها تكريس الاوضاع الهشة، حيث يصعب وصول النساء الى مواقع القرار والحصول على التمويلات.
واشار الى ما يتهددهن من مخاطر ناتجة عن تدهور الوضع البيئي، خاصة ارتفاع درجات الحرارة والتلوث الهوائي.
وتحدثت لبيض عن اوضاع نساء غابة عين دراهم بين الهشاشة والصمود في ظل الازمة والتغيرات المناخية والحرائق المتواترة، اين تعاني النساء من هذه الاضرار، سيما وانهن يعملن في تقطير النباتات الطبية والعطرية وتربية الماشية والنحل.
كما تحدثت لبيض عن واقع مربيات الابقار بولاية المهدية في ظل ازمة المناخ وما يواجهنه من صعوبات جمة وانعدام الماء بريف سقدود التابع لولاية قفصة، الذي يؤثر على جودة خدمات الرعاية الصحية للنساء والتحصيل العلمي والمشاركة في الحياة العامة.
كما اوضحت ان نسبة النساء اللائي يعانين من الامراض الجلدية والحكة قد بلغت 30 بالمائة، بالاضافة الى ان 30 بالمائة منهن يعانين من الالتهابات والامراض التناسلية.
وبينت أن 40 بالمائة من نساء مطقة سقدود يعانين من التهاب المجاري البوليىة وامراض الكلى، كما لا تتمتع المراة بظروف ولادة امنة والمتابعة الطبية اللازمة.